شخصيات مهمة وغير معروفة، ساهمت بتغيير مسار الحرب العالمية الثانية بالكامل

شخصيات مهمة وغير معروفة، ساهمت بتغيير مسار الحرب العالمية الثانية بالكامل



باعتبارها أكبر نزاع على الإطلاق في التاريخ، شهدت الحرب العالمية الثانية حصتها الكافية وأكثر من الشخصيات المُهمة والمثيرة للاهتمام. ومع ذلك، في واقعة بهذا الحجم، مع وجود أكثر من مئة مليون مقاتل، وعشرات الملايين من الضحايا، ومئات الملايين الذين تضرروا بطريقة أو بأخرى بسبب الحرب، ومُضي عشرات السنين، فإن العديد من هذه الشخصيات غير معروفة لنا اليوم. بعضها كانوا أناسًا جيدون، وآخرون قذرون، لعب بعضهم أدوارًا كان لها تأثير كبير على مجريات الأحداث، بينما كان للبعض الآخر تأثيرٌ أقل نسبيًا. ومع ذلك، كانوا جميعهم شخصيات رائعة تستحق الالتفات والانتباه.

فيما يلي أربعون معلومة قد تسمعها لأول مرة عن بعض شخصيات الحرب العالمية الثانية الأكثر إثارة للاهتمام ولكنها الأقل شهرة.

1. الضابط البريطاني، ديجبي وارتر، الذي ذهب للحرب حاملًا مظلة



جرب أن تبحث، لكن سيكون من الصعب أن تجد بريطانياً أكثر غرابة من الرائد أليسون ديجبي تاثام-وارتر (1917 – 1993)، وهو مظلي خدم في الجيش البريطاني وشارك في معركة مهمة وهو يحمل مظلة. كان هذا الشاب هو نجل أحد مالكي الأراضي الأثرياء الذي توفي عندما كان ابنه في الحادية عشرة من عمره بسبب الآثار المترتبة على إصاباته في الحرب العالمية الأولى، تخرج ذلك الفتى بعد فترة من أكاديمية ساندهيرست البريطانية العسكرية في عام 1937.

خدم (ديجبي) في الهند، حيث عاش مستمتعًا بعطايا الاحتلال البريطاني للمنطقة أنذك، فأحبّ صيد النمور وشواء الخنازير، وعندما اندلعت الصراع العالمي في عام 1939، لم يتعب نفسه في الحصول على مهمة حقيقة في الحرب من شأنها أن تجعله بعيدًا عن مرحه، إلا أنّ قُتل شقيقه في معركة العلمين في عام 1942، دفعه للتطوع للخدمة على الخطوط الأمامية مع فوج المظليين، ما وضعه على الطريق ليصبح أسطورة.

الشاب الغني المدلل

عند انضمامه إلى فوج المظليين، تم تعيين (ديجبي) في سرية تابعة للفرقة البريطانية الأولى المحمولة جوًا. لم يمر وقت طويل قبل أن يشتهر في الأرجاء، فقد قام باستئجار طائرة لنقل زملائه من الضباط إلى حفلة فخمة في فندق ريتز في لندن. ومع ذلك، على الرغم من أن الشاب كان جامحًا، إلا أنه عمل بجد، وتم اختيار سريته لقيادة محاولة الاستيلاء على جسر أرنم في عملية Market Garden في 17 أيلول 1944.

كان (ديجبي) يشعر بالقلق من عدم موثوقية أجهزة الراديو، لذلك قام بتدريب رجاله على الاستجابة لنداءات البوق التي يعود استخدامها لعصر نابليون. واجه أيضًا مشكلة في تذكر كلمات السر، فتوصل إلى حل مبتكر: حمل مظلة. لقد ظن أنه حتى لو نسي كلمة السر، فإن أي جندي مظلي رآه سوف يدرك على الفور أن “إنجليزي أحمق لعين فقط” سيحمل مظلة في المعركة.


عند الهبوط بالقرب من أرنم، قاد الشاب سريته إلى الجسر، متجهًا عبر الشوارع الخلفية لتجنب المركبات المدرعة الألمانية على الطرق الرئيسية، في قتال عنيف خلال الأيام القليلة التالية، شوهد في كثير من الأحيان وهو يتجول في البلدة المدمرة مرتدياً قبعة حمراء من القماش بدلاً من خوذة، مع مسدس في يده، ومظلته في اليد الأخرى.

كانت المظلة مفيدة حقًا عندما وضعت هجمة مرتدة ألمانية بعض الدفاعات على جسر أرنم، حينها قاد (ديجبي) رجاله في هجوم وهو يحمل مسدس ومظلته الصدوقة، إضافة لارتداء قبعة القماش. وبحسب ما ورد نجح في تعطيل مركبة ألمانية مدرعة من خلال دفعه بالمظلة من خلال منفذ الرؤية الخاص بالسائق، مما فقأ عينه وجعله عاجز عن تحريكها.

الهروب والنجاة
مكّنت عملية Market Garden المظليين من احتلال الجسر لمدة يومين قبل طلبهم الدعم، إلا أن قوة الإغاثة لم تصل، وبعد 8 أيام، استسلم الشاب الجريح والمظليين. تم إرسال (ديجبي) إلى المستشفى، لكن حالما أشاحت الممرضات الألمان الأنظار عنه حتى تسلل إلى الخارج. تواصل مع امرأة محلية صديقة للمقاومة الهولندية، وهي التي زودته بالملابس المدنية و وثائق الهوية المزيفة التي وصفته بأنه أخرس أصم، ثم قضى أسابيع في ركوب الدراجة الهوائية لنقل الأخبار ومساعدة المقاومة.

خلال تلك الفترة، ساعد في إخراج سيارة ألمانية من حفرة في محاولة لعدم إثارة الشكوك، في النهاية، جمع حوالي 150 جنديًا من الحلفاء على الأرض في الريف الهولندي، وقادهم بسلامة إلى الخطوط الأمنة. حصل (ديجبي) على وسام صليب الخدمة المتميزة، وبعد الحرب، استقر في كينيا، حيث قضى أيامه يدير رحلات السفاري حتى وفاته في عام 1993.

2. بطلة المراهقات الفرنسيات سيمون سيغوين



في آب من عام 1944، دخل مراسل مجلة الحياة الأمريكية إلى مدينة شارتر الفرنسية، حيث التقى بشخصية أكثر إثارة للاهتمام، فتاة مراهقة تحمل بندقيتها لتدافع عن الجميع وتتحمل كل المشقات، كانت هذه الفتاة هي (سيمون سيغوين)، والمعروفة أيضًا باسمها الأشهر (نيكول مينيت) و(بيلدن) التي باتت قصتها رواية جعلتها من المشاهير المؤقتين في تلك الفترة.

ولدت (سيمون) عام 1925 لعائلة فقيرة بالقرب من مدينة شارتر، على بعد حوالي 55 ميلًا من باريس، نشأت وهي تعرف كيف تنال مكانة لها حتى بين الرجال، كونها الفتاة الوحيدة بين ثلاثة أشقاء. انضمت إلى حملات القتال والمقاومة في عام 1943، عندما قام أحد قادة المقاومة الفرنسية المحلية باللاحق بأحد الخونة في وسط المدينة، بعد انهاء مهمته وهو يتجول في الريف، التقى مع (سيمون) البالغة من العمر 17 عامًا، أعجب بتوازنها ورزانتها، فقام بتجنيدها في صفوف المقاومة.

المقاتلة المراهقة


تدربت (سيمون سيغوين) على كيفية استخدام بندقية رشاشة فأصبحت على درجة عالية من الكفاءة في ذلك، كما تم تدريجيًا تسريع أنشطتها في إحدى المنظمات التي تشكلت من تحالف المقاتلين الشيوعيين المتشددين والقوميين الفرنسيين. ولكونها مرسالًا كانت بحاجة إلى دراجة، وللحصول على دراجة هوائية، كونه ليس لديها واحدة، كان عليها سرقتها من الألمان.

قامت بسرقة واحدة، وتم إعادة طلاء الدراجة فأصبحت مركبتها الاستطلاعية الشخصية، مما سمح لها بتوصيل الرسائل واكتشاف الأهداف. بعد إثبات قدرتها على التعامل مع نفسها في المواقف الخطرة، سُمح لـ (سيمون) المشاركة في المهام القتالية الخطرة مثل تفجير الجسور واخراج القطارات عن مسارها وقتل الألمان أو أسرهم.

قتلها أول نازي

قتلت (سيمون سيجوين) أول جندي نازي في 14 تموز 1944. فحوالي الساعة 5 صباحًا، أقامت كمين في خندق على جانب الطريق، وعندما ركب ألمانيان على دراجاتها، فتحت بسلاحها الرشاش النار فقتلت كليهما ثم ذهبت إليهما، فتشت الجثث وجمعت أوراقها وأسلحتها، وشقّت طريقها بمفردها عبر الغابة، لتوصيل الدراجة إلى مخبأ المقاومة.

اعترفت لرفاقها بأنها استمتعت بقتل المحتلين الغاصبين وهم الذين لم يفاجؤوا بذلك. كانت ذات ميول قومية متطرفة استلهمتها من والدها الجندي السابق الذي قاتل في الحرب العالمية الأولى. عندما تم تجنيدها لأول مرة في المقاومة، سُئلت عما إذا كانت تشعر بالضيق من قتل الألمان، فأجابت: ”لا. سيكون من دواعي سروري قتل الجنود الألمان“. على حد تعبيرها بعد عقود، كان الأمر بسيطًا: ”كان الألمان أعداءنا وكنا نحن فرنسيين“.

سيمون تساعد في تحرير مسقط رأسها وباريس
رافقت (سيمون سيغوين) مقاتلي منظمة المقاومة عندما ساعدوا في تحرير المواثيق في 23 آب 1944. وساعدت في القبض على 25 ألمانيًا ورعايتهم وهم في الأسر. ثم جرى ضم (سيمون) ورفاقها إلى الفرقة الفرنسية الثانية المدرعة أثناء توجهها لتحرير باريس، وشاركت في خضم القتال الذي حرر العاصمة الفرنسية في 25 آب.

لأدائها الباهر، تمت ترقية (سيمون) إلى رتبة ملازم، ومنحت وسام صليب الحرب. بعد الحرب، عملت كممرضة للأطفال، وفي عام 2017، تم تسمية أحد شوارع كورفيل سور أور، وهي بلدة صغيرة بالقرب من شارتر عاشت فيها حتى الآن، على شرفها.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فنون